وسائل التواصل الإجتماعي وتأثيرها على الصحة النفسية

تأثير الانتشار الواسع للتطبيقات الرقمية ووسائل التواصل الإجتماعي على الصحة النفسية للأفراد هو موضوع مهم جداً

يتطلب منا التأمل والبحث. فالتطور التكنولوجي الحديث الذي شهدناه في السنوات الأخيرة

وإنجازاته المذهلة في مجالات الاتصال والتواصل غيرت طريقتنا في التفاعل والتواصل مع الآخرين، ولها تأثير كبير جداً على صحتنا النفسية.

بقلم : محمد عبد المنعم

المدير التنفيذى لشركة مصر للمحتوى الإلكترونى

فالكثير من الأشخاص يستخدمون التطبيقات الرقمية ووسائل التواصل الإجتماعي بشكل مفرط ومستمر،

كما يعتمدون عليها بشكل كبير في تفاعلاتهم مع الآخرين، ويتخذونها كأسلوب حياة ويعكفون على إستخدامها والتعامل بها لفترات طويلة جدا

الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية نفسية وجسدية.

فمن جانب الصحة النفسية، يمكن أن تسبب التطبيقات الرقمية ووسائل التواصل الإجتماعي اضطرابات في النوم والاكتئاب والقلق والتوتر،

إلى جانب الإحساس بالعزلة والانزواء. فالكثير من الأشخاص مع الوقت يفقدون العلاقات الحقيقية والتواصل الوجه لوجه

كما تصبح كل علاقاتهم مع الآخرين من وراء الشاشات فقط ، مما يؤدي إلى اضطرابات في الصحة النفسية والاجتماعية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن اعتماد وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير يؤدي إلى انخفاض تركيز الشخص، وانخفاض مستوى الإنتاجية، والتوتر الزائد، والإحساس بالإرهاق المستمر، مما قد يؤثر على الصحة العامة للشخص.

كيف يكون إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي بشكل صحى

لكن من الناحية الإيجابية، يمكن استخدام التطبيقات الرقمية بطريقة صحية ومفيدة، بدلاً من استخدامها بطريقة سلبية. فمن الممكن استخدام التطبيقات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي للاتصال مع الأصدقاء والعائلة وخلق شبكات الدعم الاجتماعي، وتعزيز العلاقات الاجتماعية وإنشاء علاقات جديدة.

وبالتالي، علينا اتخاذ بعض الإجراءات الحكيمة للحفاظ على صحة نفسية جيدة، والسيطرة على استخدامنا للتطبيقات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال، يمكن تحديد وقت محدد لاستخدام التطبيقات ومنع استخدامها في المراحل الأخرى من اليوم. وكذلك الحفاظ على العلاقات الحقيقية بين الأصدقاء والعائلة، وضمان التواصل الوجه لوجه في الأوقات المناسبة.

بشكل عام، يتعين علينا أن نختار استخدام التطبيقات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي بحكمة، وأن نتذكر أنها أدوات وليست بديلًا عن العلاقات الحقيقية، وأن يتم التحكم في استخدامها لكي لا تتحكم فينا وتؤثر سلبياً على صحتنا النفسية والاجتماعية.