الرحم الاصطناعي

شهدت أبوظبي يوم الثلاثاء الموافق الثاني من سبتمبر إطلاق الكتاب الجديد للأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بعنوان: “الرحم الاصطناعي.. عالم ما بعد التكاثر البشري”.
حضر الحفل عدد من كبار الشخصيات، بينهم معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، إضافة إلى نخبة من المثقفين والمفكرين والمهتمين بالشأن الثقافي والتقني، الذين أثنوا على مضمون الكتاب وأبدوا حرصهم على اقتناء نسخ موقّعة منه.

تقديم الكتاب ومؤلفه

افتتح الحفل الأستاذ محمد تقي الذي قدّم المؤلف وكتابه، مؤكداً أن الكتاب يتناول موضوعاً جديداً وحساساً ينعكس على مستقبل البشرية. وأشار إلى أن الدكتور جمال السويدي يُعد من أوائل الباحثين الإماراتيين الذين تناولوا تقنية الرحم الاصطناعي من مختلف الأبعاد بهدف استثمار إيجابياتها وتجنب مخاطرها.

كلمة المؤلف ورسائله المستقبلية

ألقى الأستاذ مراد عبد الله البلوشي كلمة نيابة عن الدكتور جمال السويدي، سلط فيها الضوء على أهمية الكتاب في استشراف المستقبل. وأوضح أن العمل يناقش تطور تقنية الرحم الاصطناعي، ويطرح قضايا أخلاقية ودينية وقانونية متشابكة، إلى جانب عرض آثارها الاجتماعية والثقافية، وتقديم توصيات عملية تضمن الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنية.

جلسة نقاشية ثرية

أدار الإعلامي راشد العريمي جلسة نقاشية ضمن الحفل، أشاد خلالها بمحتوى الكتاب وبالمسيرة البحثية للدكتور السويدي، واصفاً إياها بالمثمرة والغنية، ومؤكداً أنها تسهم في تعزيز الوعي العلمي وتمكين الإنسان من التكيف مع التطورات التكنولوجية المتسارعة.

رؤية علمية وطبية واعدة

من جانبها، هنأت سعادة الدكتورة فاطمة الكعبي، المدير العام لمؤسسة الإمارات للدواء ورئيسة مركز الإمارات لأبحاث التكنولوجيا الحيوية، الدكتور السويدي على إصداره الجديد. وأكدت أن الكتاب يقدم رؤية متكاملة لفهم تقنية الرحم الاصطناعي، موضحة أنها ثورة طبية قادرة على تقليل الولادات المبكرة، علاج العقم، خفض حالات الإجهاض، وتمكين النساء من الإنجاب في سن متقدمة، إضافة إلى الوقاية من الأمراض الوراثية والمعدية، وحل مشكلة انخفاض معدلات المواليد في بعض الدول.

تحذيرات من الاستخدام غير المنضبط

بدوره، وصف الأستاذ الدكتور محمد بن هويدن، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، الكتاب بأنه مرجع مهم في قضية حساسة. لكنه حذر من مخاطر سياسية وأمنية محتملة، مثل استغلال التقنية في إنتاج جنود معدّلين جينياً، أو الاتجار بالبشر وتحويل الأفراد إلى “منتجات بيولوجية”. وأشار إلى أن الاستخدام غير المنضبط قد يؤدي إلى اختلال التوازن الديموغرافي وإعادة صياغة مفاهيم الأسرة والنسب والميراث، متسائلاً عن الوضع القانوني للمواليد عبر هذه التقنية.

البعد الأخلاقي والديني

من جهته، أكد الأستاذ الدكتور رضوان السيد، عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أن الكتاب يتناول بعمق الأبعاد الأخلاقية والدينية لتقنية الرحم الاصطناعي. وأوضح أن الآراء الفقهية منقسمة بين رافض لها باعتبارها مخالفة للفطرة، ومؤيد مشروط بتحقيق مصلحة إنسانية. وأضاف أن التقنية تفرض إعادة التفكير في تعريف الحياة والإنسان، وتستلزم تطوير رؤية دينية وأخلاقية حديثة تؤطر استخدامها بشكل مسؤول، خاصة مع ارتباطها بتقنيات تعديل الجينات وانتقاء الصفات الوراثية.

 

سجل في قائمتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار

 

تابعونا أيضا على بوابة التكنولوجيا وأخبارها في مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *