أعلنت منظمة التعاون الرقمي، وهي منظمة دولية متعددة الأطراف تُعنى بتمكين الازدهار الرقمي الشامل، عن إطلاق أداة تقييم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال مشاركتها في قمة الذكاء الاصطناعي للصالح العام ومنتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات WSIS+20 في مدينة جنيف.
تُعد هذه الأداة تطورًا مهمًا نحو تطبيق المبادئ الأخلاقية في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد جاءت بدعم مباشر من الدول الأعضاء في المنظمة، وعددها 16 دولة.
حل رقمي شامل لمواجهة التحديات الأخلاقية في الذكاء الاصطناعي
تُقدَّم الأداة كمنصة رقمية شاملة تهدف إلى تمكين الأفراد، والجهات الحكومية، والقطاعين العام والخاص من تقييم الجوانب الأخلاقية في أنظمة الذكاء الاصطناعي بطريقة منهجية، مع التركيز على المخاطر المرتبطة بحقوق الإنسان.
وتنتج الأداة تقارير تحليلية مدعومة بتوصيات تنفيذية تساعد في اتخاذ قرارات مسؤولة وواعية.
إعلان رسمي من الكويت بإطلاق الأداة باسم المنظمة
أعلن عمر سعود العمر، وزير الدولة لشؤون الاتصالات في دولة الكويت ورئيس مجلس منظمة التعاون الرقمي لدورة عام 2025، عن إطلاق الأداة رسميًا خلال المنتدى.
وأكد أن الأداة تستند إلى استبيان ذاتي شامل يغطي ستة مجالات رئيسية للمخاطر، وتم بناؤها وفق مبادئ المنظمة الخاصة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وبدعم من أبحاث ومشاورات واسعة مع خبراء عالميين ومؤسسات متخصصة.
من الأخلاق إلى التنفيذ: آلية فاعلة تقود التحوّل
قالت الأمين العام للمنظمة، الأستاذة ديمة بنت يحيى اليحيى، إن الأداة تمثل قاعدة أخلاقية رقمية مشتركة، مشددة على أن الذكاء الاصطناعي من دون أخلاق “ليس تقدمًا بل تهديدًا”.
وأضافت:
“صُممت الأداة لتخدم الجميع—not فقط الحكومات بل كل من يشارك في بناء الاقتصاد الرقمي. هي ليست مجرد قائمة مراجعة، بل موقف صريح من أجل ذكاء اصطناعي إنساني المنطلق والغاية.”
وشددت على أن الأداة تتعامل مع قضايا التحيز، والخصوصية، وسوء استخدام البيانات، وغموض الإطار الأخلاقي، وتقدم تقييمات ذاتية تقود إلى تنفيذ عملي فعّال.
آلية تقييم موجهة ومخصصة لكل دور وظيفي
أوضحت اليحيى أن الأداة تقدم توصيات مخصصة بحسب دور المستخدم، سواء كان مطورًا أو جهة تطبق الأنظمة. وتشمل التقييمات مجالات مثل العدالة، الخصوصية، الشفافية، والمساءلة، ما يجعلها بمثابة بوصلة أخلاقية تقود العمل التقني نحو معايير إنسانية واضحة.
عرض تفصيلي من إدارة ذكاء الاقتصاد الرقمي
قدّمت الأستاذة آلاء عبدالعال، رئيس إدارة ذكاء الاقتصاد الرقمي بالمنظمة، عرضًا تفصيليًا حول بنية الأداة وكيفية استخدامها.
وقالت:
“لن يُصاغ مستقبل الذكاء الاصطناعي بسرعة البرمجة فقط، بل بالقيم التي نبرمجها فيه. هذه الأداة تُفعل مبادئ المنظمة وتحوّلها إلى خطوات عملية لتقليل المخاطر الأخلاقية والحقوقية.”
حضور دولي واسع ودعوة لتعزيز التعاون
شهد حفل الإطلاق حضور وزراء، وصنّاع قرار، وخبراء ذكاء اصطناعي، وممثلين عن المجتمع المدني من أنحاء العالم، ما يعكس الاهتمام الدولي الواسع بمبادرات حوكمة الذكاء الاصطناعي.
واختُتمت الفعالية بدعوة واضحة لتعزيز التعاون بين القطاعات لضمان نشر وتطوير الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، آمن، وعادل.
منظمة التعاون الرقمي تؤكد ريادتها في حوكمة التقنيات الناشئة
مع إطلاق أداة تقييم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، تثبت منظمة التعاون الرقمي مرة أخرى التزامها بقيادة مسار التحول الرقمي المسؤول، وضمان أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة، دون التفريط في القيم الإنسانية التي تشكل جوهر المستقبل الرقمي المنشود.
سجل في قائمتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار
تابعونا أيضا على بوابة التكنولوجيا وأخبارها في مصر