Sitecore

يشهد معرض “جايتكس” هذا العام منافسة محتدمة في حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي وتجارب العملاء الرقمية. وفي هذا السياق، التقينا السيد/ سليمان جودة، المدير التنفيذي لشركة سايت كور “Sitecore” في الشرق الأوسط وأفريقيا، ليحدثنا عن استراتيجية الشركة، وتركيزها على الذكاء الاصطناعي في إدارة المحتوى، وأهمية الخصوصية والسحابة السيادية لعملائهم في المنطقة، وكشف عن أبرز القطاعات التي تقود نموهم في أسواق رئيسية كالإمارات والسعودية ومصر.

جايتكس 2025: الذكاء الاصطناعي التوليدي لتسريع وصول المحتوى للسوق

– مرحباً بك سيد سليمان. بدايةً، حدثنا عن شركة “سايت كور” وسبب تواجدكم في معرض جايتكس هذا العام.

– اليوم نحن متواجدون بالطبع في جايتكس (GITEX) للسنة الخامسة على التوالي. نحن متواجدون في المنطقة، في الشرق الأوسط وأفريقيا، وبالأساس في الإمارات والسعودية وقطر. لنا أكثر من 13 سنة متواجدون في المنطقة. وبالطبع، حلولنا هي الحلول الابتكارية في مجال…”

– ما هو محور تركيزكم الأساسي في جايتكس 2025، خاصة مع هذا الزخم الكبير حول الذكاء الاصطناعي؟

– في جايتكس 2025، نركز اليوم على قصة الذكاء الاصطناعي التوليدي، أي الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة المحتوى. بالطبع، إدارة المحتوى وصناعة المحتوى هي ربما من أوائل استخدامات الذكاء الاصطناعي، كما ترون اليوم في منصات التواصل الاجتماعي. فنحن اليوم متواجدون ونقوم بتقديم هذه الحلول، من ناحية كيف نساعد فِرَق التسويق والفرق التسويقية في الشركات، على أن تتعامل مع الذكاء الاصطناعي، لتسريع وصولها ووصول المحتوى إلى السوق، وأيضاً في تحسين عملياتها.”

 

استراتيجية السوق: البنوك والسياحة والحكومة تقود نمو “سايت كور

– بالحديث عن الشركات، ما هي القطاعات الرئيسية التي تركزون عليها حالياً في المنطقة؟

أكبر ثلاث قطاعات لدينا هي البنوك وشركات التأمين، بنسبة 22% من دخلنا هنا في المنطقة. أيضاً، السياحة والضيافة والطيران، تعتبر تقريباً 19% من دخلنا في المنطقة، والحكومة طبعاً، القطاع الحكومي. من خلال هذه القطاعات الثلاثة التي نخدمها، لدينا منظوماتنا في إدارة المحتوى بطريقة ذكية، أي بالذكاء الاصطناعي. فمن هذه البوابة، نعمل مع البنوك في تقديم حلولها وتقديم محتواها على منصات التطبيقات أو المواقع الإلكترونية أو الأكشاك… وكافة المنصات الرقمية.”

– ذكرتَ قطاع الطيران، كيف تساعد حلولكم شركة طيران كبرى على تحسين عملياتها مثلاً؟

لدينا بعض العملاء في المنطقة، من كبرى شركات الطيران في المنطقة، يستخدمون حلولنا لتحقيق الدخل الإضافي (Incremental Revenue)، من خلال ترقيات الحجوزات، أو من خلال بيع الغرف الفندقية أو سيارات الأجرة عبر منصاتهم. فنحن نساعدهم على فهم الزائر أو العميل لهذه المنصة، وفهم كيف يمكن تخصيص المحتوى له بطريقة تجذبه، للتفاعل مع المحتوى الموجود، أو لإتمام عملية شراء من خلال منصاتهم.”

 

استثمارات بمليار دولار لضمان الخصوصية وريادة “السحابة السيادية

– كم تبلغ استثمارات “سايت كور” وكيف يتم توجيه هذه الاستثمارات الضخمة، خاصة فيما يتعلق ببيانات العملاء والخصوصية؟

– فى عام 2021 استثمرنا في الشركة أكثر من مليار و200 مليون دولار في الابتكار، ودعم منصتنا لتوفير حلول ابتكارية، وهي منصة رائدة في هذا المجال (إدارة المحتوى).

من هذه الحلول ما يسمى ‘منصة بيانات العملاء’ (Customer Data Platform). وقد استحوذنا على شركة في سنة 21، أساس هذا الاستحواذ كان بيانات الطرف الأول (First-party data) والخصوصية… …أما فيما يخص الخصوصية والأمن السيبراني. فاستحوذنا على شركة أخري وذلك لأننا كنا نرى أننا بعد خمس سنوات سنكون في مكان سيكون فيه انتباه شديد لهذا الشيء.

وأيضاً، ابتكرنا حلولنا بحيث تكون مفصلة في مجال مثل الصحة. فاليوم، حلولنا، وهي ‘إكس إم كلاود’، تعتبر متوافقة مع معايير ‘هيبا’ (HIPAA Compliant). فكل المعلومات الشخصية للعميل لا تخرج من خوادم العميل. وهذا شيء نثبته في المجال الحكومي، وفي مجال الطاقة، وفي مجال الخدمات اللوجستية. فلدينا عملاء في هذه المجالات يركزون على الخصوصية والأمن السيبراني كنقطة أساسية، حتى قبل النظر إلى الحلول. فنحن بالطبع في هذا المجال من الشركات الرائدة ومن أقوى الشركات في مجال الأمن ومجال الخصوصية والبيانات.”

– كيف يترجم هذا التركيز على الخصوصية والأمن إلى حلول سحابية، خاصة مع تزايد متطلبات “السيادة الرقمية” في المنطقة، كما نرى في الإمارات؟

وهذا أيضاً محور وتركيز مهم جداً لدينا في مجال الحوسبة السحابية. اليوم، نعمل مع أكثر من عميل على تخفيض إنفاقهم على مراكز البيانات والبنية التحتية الخاصة بهم. بالتالي، عندما ينتقلون إلى السحابة الحديثة أو حلول ‘البرمجيات كخدمة’ (SaaS) كما تُسمى، يحدث تخفيض في عدد العقود التي أبرموها مع أكثر من شركة. وإدارة التقنية لديهم هي المسؤولة عن إدارة كل هذه العقود.

فنحن من خلالنا، نمنحهم عقداً واحداً يشمل جميع الخدمات المتاحة حول الحل، بطريقة الحوسبة السحابية أو ‘البرمجيات كخدمة’. فلدينا اليوم شريحة كبيرة من العملاء في قطاع الطاقة، وفي الحكومة، وفي المنافسات الرياضية، سواء في السعودية أو في الإمارات، حيث يوجد إقبال كبير على حلول ‘البرمجيات كخدمة’ (SaaS) والحوسبة.

وكما ذكرت لك، نحن نثبت أن المعلومات الخاصة (Private Information) تظل على الخوادم الموجودة داخل الدولة، ولكن المحتوى، كالفيديوهات والنصوص والصور والألوان، أي الأشياء التي تظهر على الموقع الإلكتروني، تذهب إلى مركز بيانات آخر.

ونحن نعمل حالياً وندرس تواجد حلولنا داخل الدولة في الإمارات وأيضاً في السعودية داخل سحابة داخلية داخل الدولة . فالشركة اليوم تدرس هذا الموضوع، واحتمال خلال أشهر قليلة أن نعلن للسوق عن خطتنا لتواجد حلولنا في الدولة، وبشكل متماشٍ مع أهدافها

واليوم نحن متعاقدون ونتعامل بشراكة قوية مع ‘كور 42’ (Core42) كمثال، لنكون ‘سحابة سيادية’ (Sovereign Cloud). حيث قد أصدر مجلس الأمن السيبراني في أبوظبي البروتوكولات والسياسات الخاصة بـ ‘السحابة السيادية’. فنحن نعمل على هذا الحل.

و لقد بدأنا منذ يونيو 2024 في العمل مع الشركاء في هذا الإطار. وبالفعل، واحدة من أهم الحلول لدينا متماشية ومتلائمة مع القوانين الجديدة التي صدرت من ‘مجلس الأمن السيبراني’.”

 

الفلسفة “التركيبية”: من الشركات الكبرى إلى حل مشكلات SMEs

– هل تركزون على فئة معينة من العملاء؟ أم أن حلولكم مرنة لتناسب الشركات الصغيرة والمتوسطة أيضاً؟

لدينا اهتمام كبير. نحن بالطبع من الشركات التي تتعامل مع جميع الفئات. معظم الشركات والعملاء لدينا هم في إطار الحسابات الاستراتيجية الكبرى (Large Strategic Enterprise Accounts). في مصر، خصوصاً البنك المركزي، البنك الأهلي، بنوك كبيرة جداً في مصر تستخدم حلولنا في إطار التعامل مع عملائهم والمنصات الرقمية. ولكننا ندعم أيضاً الشركات الصغيرة والمتوسطة (Small and Medium Enterprises)، ونتعامل معهم حسب احتياجهم.

– كيف تختلف منهجيتكم في التعامل مع مشكلة شركة صغيرة مقارنة بمؤسسة ضخمة؟

“اليوم، نحن لا ننظر إلى طريقة استخدام التكنولوجيا، ولكن ننظر إلى النتيجة (Outcome) وحالة الاستخدام (Use Case) التابعة لها. فلا يهم حجم الشركة، ولكن يهم حجم المشكلة التي نساعد فيها، في إطار التسويق، مثلاً، عندما تنظر إلى الشركات لدينا، بعض شركات السيارات مثلاً، يأتون إلينا ويقولون: ‘لدينا 100 سيارة موجودة في المخزون (Inventory)، وقادمة إلينا 2000 سيارة في حاوية أو سفينة. فكيف نُطلق حملة (Campaign) للسوق تُعجّل في بيع المئة أو المئتي سيارة المتواجدة، لإتاحة مساحة للسيارات الأخرى القادمة’.”

– إذن، المرونة هي الأساس. كيف تدعمون هذه الشركات، ليس فقط تقنياً ولكن تجارياً أيضاً، ومن خلال شركائكم؟

فالمرونة لا تقتصر على الحلول فقط، ولكننا ندعمهم أيضاً تجارياً، بأسعار تتلاءم وتتناسب مع حجم الشركة وحجم مشكلاتها التي نساعدهم فيها. نحن نوفر لهم الحلول، ونوفر التدريب على هذه الحلول، ونوفر شركات تدعمهم في تطبيق هذه الحلول، وأيضاً في تغيير فهم شركاؤهم. وأيضاً في تغيير مفهوم الشركة والإجراءات (Processes) داخل الشركات، بحيث تتعامل مع هذه الحلول وتنجح في عملياتها.”

– ذكرتَ أن لديكم أكثر من 20 ألف حالة استخدام. كيف تتيح لكم فلسفتكم “التركيبية” تحقيق هذا التنوع الهائل في الحلول؟

نتعامل مع كل العملاء بطريقة أن الشركات التي تستخدم حلولنا (لديها) أكثر من 20 ألف طريقة خاصة لكل شركة لاستخدام الحلول؛ لأن فلسفتنا هي ‘التركيبية’ (Composable). فحسب المشكلة التي لديك، تُركّب الحلول التي تحتاجها، بحيث تحل هذه المشكلة. فلدينا أكثر من 20 ألف استخدام خاص بتقنياتنا، من خلال 5000 من أكبر الشركات الرائدة في العالم التي تستخدمها. فعندما نأتي للعملاء الجدد نقدم حلولا لاستخداماتهم الخاصة ، فمثلاً في مجال البنوك،. لدينا بنك هنا في الإمارات كانت مشكلتة أن سوق البورصة في الإمارات، عند التسجل، يحتاج للذهاب إلى ثلاث جهات حكومية للتسجيل فيها. فهذا البنك، بالشراكة معنا، ابتكرنا له أنه يستطيع توجيه هذه الجهات الثلاث إلى مكان واحد. ومن خلال ذلك، خلال شهرين، تم بناء هذا الحل عبر تطبيقنا ‘إكس بي’. وفي أول ثلاثة أشهر، أدخلوا أكثر من مليار دولار إلى سوق البورصة من خلال هذا الحل، الذي يُعتبر بسيطاً.”

 

قياس العائد: حل “الهدر” في صناعة المحتوى

-ذكرتَ في البداية أهمية صناعة المحتوى. لكن كيف يمكن للشركات قياس العائد على استثمارها الضخم في المحتوى، والذي غالباً ما يضيع؟

(نعم)، كل شركة وكل المشاكل المتواجدة في إطار التعامل مع العميل عبر المنصات الرقمية، هي خفض المصروف السنوي في صناعة المحتوى.

ونحن نؤمن أن كل شركة تصرف على الأقل 1% من دخلها السنوي في صناعة المحتوى سنوياً. ولكن هذا المحتوى، ربما أقل من 20% منه تتم مشاهدته. 80% منه لا يُشاهد أبداً.

ولكن إذا كنت كل سنة تصرف 1% لصناعة المحتوى و80% لا يُشاهد، فهذا هدر هائل في الكفاءة. فنحن نساعد في تحسين التعامل مع المحتوى التسويقي الذي يظهر في الحملات، الذي يظهر في الدعايات، الذي يظهر في المواقع الإلكترونية والتفاعل معه.

Sitecore

– وكيف يؤثر تحسين هذا التفاعل، ولو بنسبة ضئيلة، على أرباح الشركات، خاصة في التجارة الإلكترونية؟

نحن نحاول زيادة التعامل والتفاعل مع المحتوى بنسبة 1% كل سنة، ونرى مردود هذا في شركات، مثلاً، التي لديها تجارة إلكترونية. عادةً، من 10 إلى 15% من دخلها أو أرباحها يأتي من خلال التجارة الإلكترونية. فعندما تُحسّن التعامل مع المحتوى في المنصات الرقمية، فأنت تزيد من نسبة الشراء على المنصات الرقمية. والشراء عبر المنصات الرقمية يُعتبر شراءً بأرباح أعلى من الشراء في الأماكن التقليدية.”

 

نظرة على السوق المصري والنمو الإقليمي

– أخيراً، ما هو حجم تواجدكم في سوق حيوي مثل مصر، وما هي استراتيجيتكم للتعامل معه؟

ليس لدينا مكتب في مصر تحديداً، ولكن لدينا أكثر من 13 شركة تستخدم حلولنا. ( حيث نتعامل مع العملاء مباشرة، وندعم الشركاء. ففلسفتنا تختلف قليلاً، نحن لا نتعامل مع وكلاء لنا في مصر، ولكن نتعامل كشراكة معه أمام العميل. ومن أمثلة شركائنا فى كصر لينك ديف (Link Dev) و ‘بي دبليو سي’ (PwC)، كما لدينا مثلاً ‘أكسنتشر’ (Accenture) أحياناً في بعض الموضوعات . نعمل مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات…”

– وما هي رؤيتكم لحجم نموكم في مصر وباقي المنطقة؟

– لدينا عملاء معظمهم من  البنوك. واليوم سيكون لدينا عميل إن شاء الله في مجال الطيران، وسيكون هناك تزايد. فنحن ما زلنا نُعتبر شركة ناشئة في المنطقة. عمرشركتنا عشر سنوات ، ولكن لدينا أكثر من 150 عميل في المنطقة، من أكبروأكثر الدول التى نعمل بها هى الأربع دول: الإمارات، والسعودية، وقطر، ومصر. وآخر أربع سنوات حققنا معدلات نمومتصاعدة  16، 17، 19، 22،وحتى %25.”

 

سجل في قائمتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار

 

تابعونا أيضا على بوابة التكنولوجيا وأخبارها في مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *