الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي من الرؤية إلى التنفيذ واسع النطاق
يواصل الذكاء الاصطناعي إحداث تحول عميق في قطاعات حيوية تشمل الطاقة والخدمات العامة والاقتصاد الرقمي. وبوصفها من أوائل الدول إقليميا في تبني هذه التقنيات، تتجه دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مرحلة جديدة يرتكز فيها النمو على النشر المسؤول والاستراتيجي للذكاء الاصطناعي. ومع توقعات بوصول الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي إلى 2 تريليون دولار بحلول عام 2026، ومساهمة متوقعة بقيمة 100 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات بحلول عام 2030، يتحول التركيز من التجارب إلى التطبيق المؤثر على نطاق واسع.

قمة تستشرف مستقبل الذكاء الاصطناعي العالمي

تسلط قمة «الآلات بإمكانها أن تفكر» المرتقبة الضوء على أبرز الأفكار التي ترسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي. ووفقا لألكسندر خانين، مؤسس سلسلة قمم «الآلات يمكنها أن ترى» وشركة بولينوم، هناك ستة محاور رئيسية ستحدد كيفية انتقال المؤسسات من الطموح النظري إلى تحقيق أثر اقتصادي واجتماعي ملموس.

الذكاء الاصطناعي في 2026

البنية الوطنية للذكاء الاصطناعي أساس التوسع المستدام

يواجه تبني الذكاء الاصطناعي تحديات حقيقية عندما تعمل البيانات والحوسبة والحوكمة والمواهب بشكل منفصل. ويعالج مفهوم البنية الوطنية للذكاء الاصطناعي هذا التحدي عبر دمج البنية التحتية والتشريعات والقدرات البشرية ضمن إطار موحد، بما يضمن نشر النماذج بمرونة مع الحفاظ على سيادة البيانات. وتبرز مبادرة وزارة الاقتصاد الإماراتية بإطلاق مقر افتراضي كامل في أبوظبي كنموذج عملي يسرّع التبني ويدعم التفاعل الرقمي العابر للحدود.

تحقيق القيمة الاقتصادية من الذكاء الاصطناعي

لا تتحقق الجدوى الاقتصادية للذكاء الاصطناعي إلا عندما تكون النماذج جاهزة للاستخدام ومتكاملة مع سير العمل الفعلي. وركزت دولة الإمارات على سد الفجوة بين البنية التحتية والتطبيق العملي، عبر دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية والاستراتيجيات الوطنية والشراكات بين القطاعين العام والخاص. وتشير التقديرات إلى أن المؤسسات التي تنجح في توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن تحقق نموا في الأرباح يصل إلى 40 بالمئة.

إعادة تصميم التعليم لدعم اقتصاد الذكاء الاصطناعي

تفرض وتيرة تبني الذكاء الاصطناعي تحديات متزايدة على جاهزية القوى العاملة، ما يستدعي إعادة تشكيل منظومة التعليم. وقد تبنت الإمارات تعليم الذكاء الاصطناعي في جميع المدارس الحكومية من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، باعتباره مهارة أساسية. ويتكامل هذا التوجه مع أطر أخلاقية صارمة، واستثمارات في تدريب المعلمين، وتعاون وثيق مع مزودي التكنولوجيا، بما يعزز مكانة الدولة كإحدى أبرز الوجهات العالمية لاستقطاب مواهب الذكاء الاصطناعي.

قطاع الطاقة في قلب التحول الذكي

يسهم الذكاء الاصطناعي في إعادة تعريف الكفاءة والمرونة داخل قطاع الطاقة، من خلال الصيانة التنبؤية، والنمذجة المتقدمة، والعمليات المستقلة، وتتبع الانبعاثات. ومع توقع استثمارات بمليارات الدولارات خلال العقود المقبلة، تكتسب هذه التحولات أهمية خاصة للشرق الأوسط. وفي القمة، يناقش قادة من أدنوك، وأرامكو الرقمية، وشل، وشلمبرجير كيف يمكن للذكاء الاصطناعي دعم الإنتاج المستدام واستراتيجيات التحول الطاقي وإزالة الكربون.

نموذج استثماري جديد للذكاء الاصطناعي

مع ارتفاع متطلبات رأس المال والبنية التحتية، تواجه نماذج الاستثمار التقليدية القائمة على الشركات الناشئة تحديات في تحقيق عوائد طويلة الأجل. ويبرز توجه جديد يدعو إلى الاستثمار على مستوى المنظومة، من البنية التحتية إلى المنصات والتطبيقات، مع إعادة تعريف مؤشرات النجاح والتركيز على القيمة المستدامة بدلا من التخارجات السريعة.

الذكاء الاصطناعي

الحوكمة الأخلاقية كعنصر تنافسي

أصبحت الحوكمة عاملا حاسما في تحديد نجاح أو فشل تبني الذكاء الاصطناعي. واعتمدت دولة الإمارات نهجا منسقا عبر تعيين مسؤولي ذكاء اصطناعي في الجهات الحكومية، وتعزيز المساءلة، وتطوير برامج وطنية لبناء القدرات. ويسهم هذا الإطار الأخلاقي في تعزيز الثقة وضمان تحقيق استثمارات الذكاء الاصطناعي لأثر اقتصادي حقيقي مع الحفاظ على الاستقرار المؤسسي والمجتمعي.

مؤتمر يجمع قادة التقنية في أبوظبي

وتجتمع هذه المحاور لتقدم رؤية متكاملة حول كيفية تحويل طموحات الذكاء الاصطناعي إلى أنظمة عملية ذات أثر واقعي. ومن المقرر أن يُعقد مؤتمر «الآلات بإمكانها أن تفكر» يومي 26 و27 يناير 2026 في أبوظبي، بمشاركة نخبة من قادة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العالميين، لمناقشة أكثر من 50 موضوعا يركز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العالم الحقيقي.

 

سجل في قائمتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار

 

تابعونا أيضا على بوابة التكنولوجيا وأخبارها في مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *