شهدت الإمارات العربية المتحدة ارتفاعًا كبيرًا في التهديدات السيبرانية عام 2024، حيث سجلت 34 حادثة فدية بين يناير ونوفمبر مقارنة بـ 27 حادثة في 2023، وفقًا لوحدة أكرونيس لأبحاث التهديدات. هذا التصاعد يعكس مكانة الدولة كمركز عالمي اقتصادي وتقني، ما جعلها هدفًا رئيسيًا لمجرمي الإنترنت الذين يسعون لاستغلال الثغرات في قطاعات حيوية.
القطاع المالي في دائرة الخطر
تُعد المؤسسات المالية في الإمارات من أبرز الأهداف للهجمات السيبرانية، إذ يركز المهاجمون على البنوك والخدمات المالية باستخدام تقنيات متقدمة مثل البرمجيات الضارة والتشفير. يُقدَّر متوسط تكلفة خروقات البيانات في الشرق الأوسط بـ 8.7 مليون دولار، مما يفرض ضغوطًا كبيرة على المؤسسات لتعزيز تدابير الأمن السيبراني لتجنب الخسائر المالية والأضرار بالسمعة.
تهديد البنية التحتية الحيوية
تواجه البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك قطاعات الطاقة والنفط والغاز، مخاطر متزايدة. يتوقع الخبراء أن تتسبب الهجمات على أنظمة التحكم الصناعية (ICS) والتكنولوجيا التشغيلية (OT) في تعطيل الإنتاج وإحداث خسائر مالية كبيرة. وأوضح زياد نصر، المدير العام لأكرونيس الشرق الأوسط، أن تطور المدن الذكية في الإمارات وزيادة اتصال الأجهزة عبر إنترنت الأشياء يوسعان نطاق التهديدات الرقمية، مما يجعل الخدمات الأساسية أكثر عرضة للاختراق.
الوضع الجيوسياسي وتأثيره على الأمن السيبراني
يزيد الموقع الجيوسياسي الاستراتيجي للإمارات من تعرضها لهجمات التهديدات المستمرة المتقدمة (APTs)، التي تستهدف القطاعات الحكومية والدفاعية. تعتمد هذه الهجمات على تكتيكات متطورة مثل التصيد الاحتيالي المستهدف، وتشكل تحديًا كبيرًا للبنية التحتية الرقمية للدولة.
الإمارات في صدارة المنطقة من حيث التهديدات السيبرانية
تصدرت الإمارات منطقة الشرق الأوسط في عدد الهجمات السيبرانية المبلغ عنها خلال 2024، متجاوزة دولًا مثل السعودية ولبنان وعمان. تشير الإحصائيات إلى أن الإمارات لا تواجه فقط عددًا أكبر من التهديدات، بل تهديدات أكثر تعقيدًا.
تطور التصيد الاحتيالي: الذكاء الاصطناعي يدخل اللعبة
من المتوقع أن تتطور هجمات التصيد الاحتيالي عام 2025 باستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنية “ديب فايك”، ما يتيح للمهاجمين انتحال شخصية التنفيذيين وإطلاق مخططات معقدة مثل اختراق البريد الإلكتروني التجاري (BEC).
تعزيز الدفاعات السيبرانية ضرورة ملحّة
دعت أكرونيس المؤسسات إلى اعتماد حلول متقدمة للأمن السيبراني لضمان حماية البيانات وتقليل المخاطر. وأكدت أهمية تبني استراتيجيات شاملة وتعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة لمواجهة التهديدات المتزايدة.
الذكاء الاصطناعي: فرصة ومخاطر للأمن السيبراني
مع انتقال الإمارات نحو أن تصبح “دولة ذكاء اصطناعي”، يتزايد التحدي في تحقيق توازن بين الفرص التقنية والمخاطر الأمنية. تشكل الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تهديدًا مستمرًا، ما يتطلب استثمارات أكبر في الأمن الرقمي لضمان استقرار الاقتصاد الوطني وحمايته.
نحو مستقبل آمن رقميًا
رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها الإمارات في المجال السيبراني، تبقى قدرتها على مواجهة هذه التهديدات ركيزة أساسية في استراتيجيتها للتحول الرقمي. التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة وتبني التكنولوجيا المتقدمة يظل المفتاح للحفاظ على أمان البنية التحتية الحيوية والقطاع المالي في مواجهة التهديدات المتزايدة.
سجل في قائمتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار
تابعونا أيضا على بوابة التكنولوجيا وأخبارها في مصر